سفارش تبلیغ
صبا ویژن
کد حباب و قلب

 


وَ کَانَ مِنْ دُعَائِهِ (ع) إِذَا ابْتَدَأَ بِالدُّعَاءِ بَدَأَ بِالتَّحْمِیدِ لِلَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَیْهِ]  
     

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ بِلاَ أَوَّلٍ کَانَ قَبْلَهُ وَ الْآخِرِ بِلاَ آخِرٍ یَکُونُ بَعْدَهُ‏

اَلَّذِی قَصُرَتْ عَنْ رُؤْیَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِینَ وَ عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوْهَامُ الْوَاصِفِینَ‏

اِبْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ ابْتِدَاعاً وَ اخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِیَّتِهِ اخْتِرَاعاً

ثُمَّ سَلَکَ بِهِمْ طَرِیقَ إِرَادَتِهِ وَ بَعَثَهُمْ فِی سَبِیلِ مَحَبَّتِهِ‏

لاَ یَمْلِکُونَ تَأْخِیراً عَمَّا قَدَّمَهُمْ إِلَیْهِ وَ لاَ یَسْتَطِیعُونَ تَقَدُّماً إِلَى مَا أَخَّرَهُمْ عَنْهُ‏

وَ جَعَلَ لِکُلِّ رُوحٍ مِنْهُمْ قُوتاً مَعْلُوماً مَقْسُوماً مِنْ رِزْقِهِ‏

لاَ یَنْقُصُ مَنْ زَادَهُ نَاقِصٌ وَ لاَ یَزِیدُ مَنْ نَقَصَ مِنْهُمْ زَائِدٌ

ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِی الْحَیَاةِ أَجَلاً مَوْقُوتاً وَ نَصَبَ لَهُ أَمَداً مَحْدُوداً

یَتَخَطَّأهُ إِلَیْهِ بِأَیَّامِ عُمُرِهِ وَ یَرْهَقُهُ بِأَعْوَامِ دَهْرِهِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ وَ اسْتَوْعَبَ حِسَابَ عُمُرِهِ‏

قَبَضَهُ إِلَى مَا نَدَبَهُ إِلَیْهِ مِنْ مَوْفُورِ ثَوَابِهِ أَوْ مَحْذُورِ عِقَابِهِ‏

لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَ یَجْزِیَ الَّذِینَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى عَدْلاً مِنْهُ‏

تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ وَ تَظاَهَرَتْ آلاَؤُهُ لاَ یُسْأَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْأَلُونَ‏

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبَادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ عَلَى مَا أَبْلاَهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتَابِعَةِ

وَ أَسْبَغَ عَلَیْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَةِ لَتَصَرَّفُوا فِی مِنَنِهِ فَلَمْ یَحْمَدُوهُ وَ تَوَسَّعُوا فِی رِزْقِهِ فَلَمْ یَشْکُرُوهُ‏

وَ لَوْ کَانُوا کَذَلِکَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الْإِنْسَانِیَّةِ إِلَى حَدِّ الْبَهِیمِیَّةِ فَکَانُوا کَمَا وَصَفَ فِی مُحْکَمِ کِتَابِهِ‏

«إِنْ هُمْ إِلاَّ کَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلاً »

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا عَرَّفَنَا مِنْ نَفْسِهِ وَ أَلْهَمَنَا مِنْ شُکْرِهِ وَ فَتَحَ لَنَا مِنْ أَبْوَابِ الْعِلْمِ بِرُبُوبِیَّتِهِ‏

وَ دَلَّنَا عَلَیْهِ مِنَ الْإِخْلاَصِ لَهُ فِی تَوْحِیدِهِ وَ جَنَّبَنَا مِنَ الْإِلْحَادِ وَ الشَّکِّ فِی أَمْرِهِ‏

حَمْداً نُعَمَّرُ بِهِ فِیمَنْ حَمِدَهُ مِنْ خَلْقِهِ وَ نَسْبِقُ بِهِ مَنْ سَبَقَ إِلَى رِضَاهُ وَ عَفْوِهِ‏

حَمْداً یُضِی‏ءُ لَنَا بِهِ ظُلُمَاتِ الْبَرْزَخِ وَ یُسَهِّلُ عَلَیْنَا بِهِ سَبِیلَ الْمَبْعَثِ وَ یُشَرِّفُ بِهِ مَنَازِلَنَا عِنْدَ مَوَاقِفِ الْأَشْهَادِ

یَوْمَ تُجْزَى کُلُّ نَفْسٍ بِمَا کَسَبَتْ وَ هُمْ لاَ یُظْلَمُونَ یَوْمَ لاَ یُغْنِی مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَیْئًا وَ لاَ هُمْ یُنْصَرُونَ‏

حَمْداً یَرْتَفِعُ مِنَّا إِلَى أَعْلَى عِلِّیِّینَ فِی کِتَابٍ مَرْقُومٍ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ‏

حَمْداً تَقَرُّ بِهِ عُیُونُنَا إِذَا بَرِقَتِ الْأَبْصَارُ وَ تَبْیَضُّ بِهِ وُجُوهُنَا إِذَا اسْوَدَّتِ الْأَبْشَارُ

حَمْداً نُعْتَقُ بِهِ مِنْ أَلِیمِ نَارِ اللَّهِ إِلَى کَرِیمِ جِوَارِ اللَّهِ‏

حَمْداً نُزَاحِمُ بِهِ مَلاَئِکَتَهُ الْمُقَرَّبِینَ وَ نُضَامُّ بِهِ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ فِی دَارِ الْمُقَامَةِ الَّتِی لاَ تَزُولُ وَ مَحَلِّ کَرَامَتِهِ الَّتِی لاَ تَحُولُ‏

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی اخْتَارَ لَنَا مَحَاسِنَ الْخَلْقِ وَ أَجْرَى عَلَیْنَا طَیِّبَاتِ الرِّزْقِ‏

وَ جَعَلَ لَنَا الْفَضِیلَةَ بِالْمَلَکَةِ عَلَى جَمِیعِ الْخَلْقِ فَکُلُّ خَلِیقَتِهِ مُنْقَادَةٌ لَنَا بِقُدْرَتِهِ وَ صَائِرَةٌ إِلَى طَاعَتِنَا بِعِزَّتِهِ‏

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَغْلَقَ عَنَّا بَابَ الْحَاجَةِ إِلاَّ إِلَیْهِ‏

فَکَیْفَ نُطِیقُ حَمْدَهُ أَمْ مَتَى نُؤَدِّی شُکْرَهُ لاَ مَتَى‏

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی رَکَّبَ فِینَا آلاَتِ الْبَسْطِ وَ جَعَلَ لَنَا أَدَوَاتِ الْقَبْضِ‏

وَ مَتَّعَنَا بِأَرْوَاحِ الْحَیَاةِ وَ أَثْبَتَ فِینَا جَوَارِحَ الْأَعْمَالِ وَ غَذَّانَا بِطَیِّبَاتِ الرِّزْقِ وَ أَغْنَانَا بِفَضْلِهِ وَ أَقْنَانَا بِمَنِّهِ‏

ثُمَّ أَمَرَنَا لِیَخْتَبِرَ طَاعَتَنَا وَ نَهَانَا لِیَبْتَلِیَ شُکْرَنَا فَخَالَفْنَا عَنْ طَرِیقِ أَمْرِهِ وَ رَکِبْنَا مُتُونَ زَجْرِهِ‏

فَلَمْ یَبْتَدِرْنَا بِعُقُوبَتِهِ وَ لَمْ یُعَاجِلْنَا بِنِقْمَتِهِ بَلْ تَأَنَّانَا بِرَحْمَتِهِ تَکَرُّماً وَ انْتَظَرَ مُرَاجَعَتَنَا بِرَأْفَتِهِ حِلْماً

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی دَلَّنَا عَلَى التَّوْبَةِ الَّتِی لَمْ نُفِدْهَا إِلاَّ مِنْ فَضْلِهِ‏

فَلَوْ لَمْ نَعْتَدِدْ مِنْ فَضْلِهِ إِلاَّ بِهَا لَقَدْ حَسُنَ بَلاَؤُهُ عِنْدَنَا وَ جَلَّ إِحْسَانُهُ إِلَیْنَا وَ جَسُمَ فَضْلُهُ عَلَیْنَا

فَمَا هَکَذَا کَانَتْ سُنَّتُهُ فِی التَّوْبَةِ لِمَنْ کَانَ قَبْلَنَا لَقَدْ وَضَعَ عَنَّا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ‏

وَ لَمْ یُکَلِّفْنَا إِلاَّ وُسْعاً وَ لَمْ یُجَشِّمْنَا إِلاَّ یُسْراً وَ لَمْ یَدَعْ لِأَحَدٍ مِنَّا حُجَّةً وَ لاَ عُذْراً

فَالْهَالِکُ مِنَّا مَنْ هَلَکَ عَلَیْهِ وَ السَّعِیدُ مِنَّا مَنْ رَغِبَ إِلَیْهِ‏

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بِکُلِّ مَا حَمِدَهُ بِهِ أَدْنَى مَلاَئِکَتِهِ إِلَیْهِ وَ أَکْرَمُ خَلِیقَتِهِ عَلَیْهِ وَ أَرْضَى حَامِدِیهِ لَدَیْهِ‏

حَمْداً یَفْضُلُ سَائِرَ الْحَمْدِ کَفَضْلِ رَبِّنَا عَلَى جَمِیعِ خَلْقِهِ‏

ثُمَّ لَهُ الْحَمْدُ مَکَانَ کُلِّ نِعْمَةٍ لَهُ عَلَیْنَا وَ عَلَى جَمِیعِ عِبَادِهِ الْمَاضِینَ وَ الْبَاقِینَ عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ مِنْ جَمِیعِ الْأَشْیَاءِ

وَ مَکَانَ کُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عَدَدُهَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً أَبَداً سَرْمَداً إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ

حَمْداً لاَ مُنْتَهَى لِحَدِّهِ وَ لاَ حِسَابَ لِعَدَدِهِ وَ لاَ مَبْلَغَ لِغَایَتِهِ وَ لاَ انْقِطَاعَ لِأَمَدِهِ‏

حَمْداً یَکُونُ وُصْلَةً إِلَى طَاعَتِهِ وَ عَفْوِهِ وَ سَبَباً إِلَى رِضْوَانِهِ وَ ذَرِیعَةً إِلَى مَغْفِرَتِهِ‏

وَ طَرِیقاً إِلَى جَنَّتِهِ وَ خَفِیراً مِنْ نَقِمَتِهِ وَ أَمْناً مِنْ غَضَبِهِ وَ ظَهِیراً عَلَى طَاعَتِهِ‏

وَ حَاجِزاً عَنْ مَعْصِیَتِهِ وَ عَوْناً عَلَى تَأْدِیَةِ حَقِّهِ وَ وَظَائِفِهِ‏

حَمْداً نَسْعَدُ بِهِ فِی السُّعَدَاءِ مِنْ أَوْلِیَائِهِ وَ نَصِیرُ بِهِ فِی نَظْمِ الشُّهَدَاءِ بِسُیُوفِ أَعْدَائِهِ إِنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیدٌ




تاریخ : سه شنبه 97/11/16 | 5:33 عصر| نویسنده : Mohammad davoodi | نظر
<< مطالب جدیدتر